هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
دخولأحدث الصورالتسجيلالرئيسية

 

 دور الفلاسفة المسلمين في الحضارة الغربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
NoOona
نائب
نائب
NoOona


عدد الرسائل : 1744
العمر : 35
الجنسية : دور الفلاسفة المسلمين في الحضارة الغربية Egypt10
وسام : دور الفلاسفة المسلمين في الحضارة الغربية 1110
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

دور الفلاسفة المسلمين في الحضارة الغربية Empty
مُساهمةموضوع: دور الفلاسفة المسلمين في الحضارة الغربية   دور الفلاسفة المسلمين في الحضارة الغربية Icon_minitime16/11/2009, 1:21 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


لعل أهم ما يبرز دور الفلاسفة المسلمين في الحضارة الغربية قول (بريفولت) المؤرخ المشهور للعلم- والفضل ما شهد به الأعداء- إذ يؤكد (بريفولت) على الفارق الكبير بين طبيعة الحضارة اليونانية التي كانت في عمومها نظرية تجريدية، وبين أثر هذه الأخيرة على أوروبا وعلى الإنسانية عامة.


يوضح ذلك فيقول: "إن ما يدين به علمنا للعرب ليس فيما قدموه إلينا من كشوف مدهشة لنظريات مبتكرة، بل يدين لهم بوجوده نفسه، فالعالم القديم ـ كما رأينا ـ لم يكن للعلم فيه وجود.. وقد نظم اليونان المذاهب وعمموا الأحكام ووضعوا النظريات، ولكن أساليب البحث في دأب وأناة، وجمع المعلومات الإيجابية وتركيزها، والمناهج التفصيلية للعلم، والملاحظة الدقيقة المستمرة، والبحث التجريبي، كل ذلك كان غريبًا تمامًا عن المزاج اليوناني، أما ما ندعوه "العلم" فقد ظهر في أوروبا نتيجة لروح من البحث جديدة، ولطرق من الاستقصاء مستحدثة..، وهذه الروح وتلك المناهج أوصلها العرب إلى العالم الأوروبي..". (بريفولت، بناء الإنسانية، فصول ترجمها عن هذا الكتاب إلى العربية السيد أبو النصر الحسيني تحت عنوان: أثر الثقافة الإسلامية في تكوين الإنسانية، ط دار الطب الحديثة بمصر، سنة 1337هـ ، ص71، نقلاً عن مدخل إلى الفلسفة، ص130).
ويؤكد (كارا دفو) رأي سارتون المعظم لإسهام العرب في التطور، وهو يقر بأنهم المعلمون الكبار في العلم، إنه يقول بأن هؤلاء المعلمين كانوا أمناء على التراث اليوناني والروماني، وأن أمانتهم تتجلى في ثلاث ظواهر بارزة: إتقانهم لجوهر هذا التراث، وتحسينه بالتصويب والتنمية، وتسليمه للعصور الحديثة. (عمر فاروق الطباع، ابن خلدون، ص13).


وقد كان من تأثير ابن سينا وحده في الفلسفة المسيحية قول "جورج ساتون" : "إن ابن سينا ظاهرة فكرية عظيمة، ربما لا نجد من يساويه في ذكائه أو نشاطه الإنتاجي.. إن فكر ابن سينا يمثل المثل الأعلى للفلسفة في القرون الوسطى"..
وكذلك يقول (دي بور): "كان ابن سينا في الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى عظيم الشأن، واعتبر في المقام كأرسطو..".

ويقول أيضًا (أوبرفيل): "إن ابن سينا اشتهر في العصور الوسطى وتردد اسمه على كل شفة ولسان، ولقد كانت قيمته قيمة مفكر ملأ عصره.. وكان من كبار عظماء الإسانية على الإطلاق..". (موقع إسلام أون لاين).


وقد كان أكبر المتأثرين بالفلسفة الإسلامية القديس توما الإكويني أكبر الفلاسفة الأوروبيين في القرن الثالث عشر؛ إذ كانت آثار الفلسفة العربية عنده أعمق وأنضج وإن كانت أخفى في الظاهر، لأنه لم يكن يذكر مصادره بشكل مباشر واضح.


وأول شئ يتجلى فيه تأثير الفلاسفة العرب المسلمين في القديس توما الإكويني هو البراهين التي أوردها لإثبات وجود الله بطريق العقل، لقد أخذ من الفارابي برهانه كما ورد في (آراء أهل المدينة الفاضلة)، وأخذ عن ابن سينا براهينه كما هي في كتابيه (النجاة و(الشفاء)، ومن الثابت بيقين كما يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي أن توما قد قرأ الفارابي وابن سينا؛ لأنه يشير إلى مؤلفاته صراحة، ويذكر كتابي ابن رشد (فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال)، و(الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة).

وهذا يفضي بنا إلى التحدث عن تأثير هذا الفيلسوف العربي المسلم العظيم (ابن رشد)، وهو تأثير لا يجاريه فيه أي فيلسوف عربي آخر؛ لأننا لا نستطيع أن نتحدث مثلاً عن (فارابية) أو (سيناوية) لاتينية، ولكننا نجد مقابل ذلك (رشدية) لاتينية قوية جدًا، توافر لها أنصار في أوروبا وأتباع أكثر من قرنين من الزمان.


وقد بدأت حركة الرشدية اللاتينية، أي أتباع بن رشد من الأوروبيين، منذ أن ترجم ميخائيل اسكوت شروح ابن رشد على مؤلفات أرسطو، في الفترة الواقعة بين سنة 1228 وسنة 1235م، حينما كان فلكيًا في بلاط فريديريك الثاني في باليرمو بصقلية، وتزعم سيجر البرابنتي (1235 -1281)م الحركة الرشدية، ورأى فيها الحقيقة العلمية الفلسفية، واحتل مكانة سامية رفيعة في جامعة باريز، فاستصدرت الكنيسة حكمًا بطرده من تلك الجامعة، ولكن ذلك لم يبدل رأيه، ولم يخفف من نشاطه، إلا أنه قتل غيلة.


وعلى الرغم مما لقيته الرشدية اللاتينية من هجوم واضطهاد من جانب السلطات الكنسية في أواخر القرن الثالث عشر، فإنها استمرت تنمو وتنتشر وتكسب الأنصار طوال القرن الرابع عشر، فنجد جان دي جاندان المتوفي 1328م يخلص كل الإخلاص لمذهب ابن رشد، واستمر تأثير ابن رشد في نمو مطرد في الأوساط الفلسفية حتى القرن السابع عشر، حتى إن روفائيل في لوحته الشهيرة (مدرسة أثينا) رسم ابن رشد واضحًا في اللوحة بعمامة بيضاء.

إن المذاهب الفلسفية الرئيسية، والتيارات الكبرى في الفكر الفلسفي الأوربي في القرون الثالث عشر حتى السادس عشر، تدين بوجودها وآرائها الجديدة الأصيلة للفلاسفة العرب المسلمين.


ولقد كانت صرخة مدوية ومفاجأة هائلة أذهلت الناس، عندما وقف المستشرق الأسباني (أسين بلاثيوس) وهو يلقي خطاب استقباله في الأكاديمية الملكية الإسبانية في جلسة 26 كانون الثاني 1919م، لما أعلن أن دانتي في (الكوميديا الإلهية) قد تأثر بالإسلام تأثرًا عميقًا واسع المدى، يتغلغل حتى في تفاصيل تصويره للجحيم والجنة؛ إذ تبين للمستشرق الأسباني (أسين بلاثيوس) أن ثمة متشابهات وثيقة بين ما ورد في بعض الكتب الإسلامية عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم وما في (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري، وبعض كتب الشيخ محي الدين بن عربي.
وراح (أسين بلاثيوس) يعدد نقاط التشابه والاقتباس هذه، استنادًا إلى المصادر الإسلامية، مقارنًا إياها بما ورد في الكوميديا الإلهية، وكل ذلك بعلم غزير، ومنهج علمي دقيق.


وقد قوبل هذا الرأي بهجوم شديد من الباحثين الإيطاليين الذي عز عليهم أن يُفجَعوا في عَلَمِهم الأكبر ومناط فخارهم، وقام (أسين بلاثيوس) بالرد على هؤلاء جميعًا مقنعًا مفحمًا في كتاب نشره في مدريد بعنوان (الأخرويات الإسلامية في الكوميديا الإلهية) وفي ست مئة وتسع صفحات من القطع الكبير.


وما هي إلا سنوات حتى قدم الباحث الإيطالي (أنريكو أتشرولي) عام 1949م الترجمتين اللاتينية والفرنسية لكتاب عربي في (المعراج) كان قد ترجم من العربية في أوائل القرن الثالث عشر، ومنه نسختان حاليًا في مكتبة بولدي بأكسفورد، والثانية في المكتبة الأهلية بباريز.

هذا ولقد تركت مؤلفات أبي حامد الغزالي أثرها في أوربا، وكان لكتابه (مشكاة الأنوار) مكانة خاصة، وكان للفارابي أيضا أثره في اتجاه التفكير الأوربي، يقول (جورج سارتون) في (تاريخ العلم): "إن الجانب الأكبر من مهام الفكر الإنساني اضطلع به المسلمون، فالفارابي أعظم الفلاسفة.. "، وقد نقلت كتبه إلى اللاتينية وطبعت جملة واحدة في باريز عام 1638م، وكان من فلاسفة أوربا الذين تأثروا بفلسفة الفارابي الراهب (فنسان دو بوفيه) المتوفي 1264م، والذي ضم أجزاء من فلسفة الفارابي برمتها إلى كتابه.
(انظر: دور الحضارة العربية الإسلامية في النهضة الأوربية، هاني المبارك، شوقي أبو خليل، ص40 وما بعدها.


آراء بعض المنصفين من الغربيين:

رغم ما وصف به فلاسفة المسلمين من قِبل بعض الباحثين غربيين وشرقيين من أن فكرهم كان محاكاة وتقليدًا تامًا لفلسفة اليونان، فقد وجد من الباحثين في الشرق والغرب
أيضًا من يعترف بفضلهم وينصفهم ويثبت أصالتهم.


فهذا (كاردانو) يصف الكندي أول فيلسوف عربي مسلم بقوله:

" كان واحدًا من الاثنى عشر عبقريًا الذين هم من الطراز الأول في الذكاء في العالم كله" (انظر: قدري حافظ طوقان، تراث العرب العلمي ص27، والدكتورة فوقية محمود، مقالات في أصالة المفكر المسلم، ص49 وما بعدها).

وهذا (سارتون) أشهر مؤرخي العلم، يقول عن ابن سينا:

"يعتبر ابن سينا من أعظم علماء الإسلام، ومن أشهر مشاهير العلماء العالميين". (المصدر السابق، ص322، 324).
وقد استنكر الدكتور (سارتون) موقف إخوانه الغربيين الذين أرادوا أن يسلبوا عن مفكري الإسلام صفة الأصالة فيقول: "إن بعض الغربيين الذين يجربون أن يستخفوا بما أسداه الشرق إلى العمران يصرحون بأن العرب والمسلمين نقلوا العلوم القديمة ولم يضيفوا إليها شيئًا ما.. هذا الرأي خطأ "..

وهو يقرر أن العرب كانوا أعظم معلمين في العالم في القرون الثلاثة، الثامن والحادي عشر والثاني عشر. (المصدر السابق ـ ص26).


والعرب باعتراف (وايد مان) أكبّوا على التراث اليوناني ونظرياته، فأدركوا جوهرها وسبروا غورها وأفادوا منها، لكنهم لم يقفوا عند حدودها بل استحدثوا الجديد من النظريات واستنبطوا الكثير من الحقائق، ولم تكن هذه المعطيات والجهود أقل شأنًا من مكتشفات فاراداي ونيوتن ورنتيجن.

(انظر: عمر فاروق الطباع، ابن خلدون ص13، 14).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دور الفلاسفة المسلمين في الحضارة الغربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الفلسفة :: أبحاث-
انتقل الى: