NoOona نائب
عدد الرسائل : 1744 العمر : 35 الجنسية : وسام : تاريخ التسجيل : 18/05/2008
| موضوع: فرنسيس بيكون--الفلسفة الحديثة 17/11/2009, 11:38 pm | |
| كتبهارياض أبو خندج ، في 11 يوليو 2009 الساعة: 17:51 م [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بعد أن كانت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حرة في مباحثها عن الحقيقة في العصور القديمة ومجردة من أي تبعية دينية تحولت في القرون الوسطى في أوروبا إلى شأن ديني لخدمة العقيدة الكنسية وما تؤمن به ومالا تؤمن ، وهكذا تقهقرت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وتحولت إلى عنصر لتثبيت أركان المسيحية وتخلت عن مجالها الأول ….. أما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فقد بدأت معالمها تتأسس على اتجاه فردية الرأي وعلى مقولة : ( الحق لا ما قال به أرسطو ولا غيره ، إنما الحق ما برهن لي عليه واقتنعت بأنه الحق ) وكان من خواص [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لفت عقل الفرد وتخليصه من رق آراء أهل الكنيسة ، وتقرير حق الأفراد في الحكم على الأشياء ، فلكل فرد أن يبحث وينتقد غير مقيد في ذلك بأي سلطة خارجية ، لا دينية ولا سواها ….. وعلى هذا الأساس قامت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وأول من حمل لواءها ( بيكون ) و ( ديكارت ) : وقد اتفق الفيلسوفان في الغرض لكنهما اختلفا في الوسيلة المؤدية إليه ، فيذهب بيكون إلى أن المصدر الوحيد للوصول إلى الحقائق هو ملاحظة العالم الخارجي وتجربة ظواهره ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أما ديكارت ، فيقول: بأن العقل معينا تتدفق منه المعرفة إلى جانب العالم الخارجي الذي ينتقل إلينا علمه بالحواس .. وكان بذلك (بيكون) مؤسس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التجريبية ، و(ديكارت) واضع الأساس لفلسفة عقلية جديدة .. ويعتبر القرن السادس عشر هو عصرا زاهرا لإنجلترا ، وفيه اكتشفت القارة الأمريكية ، وبذلك تحول مجرى التجارة العالمية من البحر الأبيض إلى المحيط الأطلسي ، وانتعشت كل الدول المتاخمة لذلك الشريط وهي ( اسبانيا وفرنسا وهولندا وانجلترا) ..فانتقلت معها النهضة من فلورنسا وروما وميلان والبندقية إلى مدريد وباريس وامستردام ولندن ، وفي ذلك العهد الزاهي ولد ( فرنسيس بيكون ) في عام 1561 في مدينة لندن .. ومن أقواله ورأيه في الدراسة : ( إما أن تنفق في الدراسة وقتا طويلا فضرب من الخمول ، وإما أن تزدان بها فحب للظهور ، وإما أن تصدر في رأيك عن قواعدها وحدها دون غيرها فذلك جانب الطرافة من العالٍم …… إن الدراسة النظرية لا تعلم كيفية استخدامها ، إذ استخدامها حكمة خارجة عنها ، وهي خير منها ، وتكتسب بالملاحظة ) …ويقول في مقدمة كتاب حكمة القدماء : ( أنني لا أطيق أن أعيش بلا فلسفة ) ، وفي عبارة يصف بها نفسه ( إنني رجل خلقت إلى الأدب أقرب مني إلى أي شيء آخر ) .. ويقول : الكتب تنقسم إلى ثلاثة ( بعضها ينبغي أن يذاق ، وبعضها ينبغي أن يزدرد ، وبعضها يجب أن يمضغ ويهضم ) ويقول : ( إن القليل من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يميل إلى الإلحاد ، ولكن الكثير منها ينتهي بالعقول إلى الإيمان ) …وكان رأيه في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التي قامت في القرون الوسطى ، أنها تقوم على أساس خاطئ ، فقد اتخذت القياس المنطقي سبيلا لتأييد المذاهب والآراء : ( والقياس المنطقي عقيما في كثير من وجوهه، لأنك مضطر لأن تسلم بمقدماته تسليما لا يجوز فيه الشك ) ..لأنه مهما أمعنت في البحث والاستنتاج فإنك محصور في المقدمات التي سلمت بها بادئ ذي بدء ..لهذا نهض ( بيكون) ووضع أساسا جديدا للبحث كانت أولى خطواته الملاحظة والتجريب ومن أقواله في ذلك : ( الواقع أن ما يدركه الإنسان بعقله وحواسه هو صورة عن نفسه أكثر منه تصويرا للعالم الخارجي ، فالعقل كالمرآة الملتوية التي تمزج صورة نفسها بصورة الأشياء التي تصدرها فتصيبها بالفساد والتشويه ) ويقول : ( من أخطاء العقل البشري التي جبل عليها ميله أن يرى في الأشياء درجة من النظام والاطراد أعظم مما هي في الواقع ) ..ويقول : ( من أخطاء العقل المطبوعة فيه أنه إذا سلم بصحة قضية ما ـ سواء كان تسليمه لعقيدة شائعة ، أم من أجل فائدة ينالها من صحة هذه القضية المعينة ـ فإنه يحاول أن يرغم كل شيء آخر أن ينهض دليلا على صحة تلك القضية المعينة ، فإذا صادف أمثلة كثيرة على بطلان قضيته ، فإنه إما أن يهملها أو يصغرها أو يحقر من شأنها ، أو يرفضها في تعصب ذميم ، فأهون على نفسه رفض الحق من رفض قضية ركن إلى صحتها ، واعتقد بسلامتها زمنا طويلا ، وخليق بالإنسان أن يفكر فيما يؤيد رأيه وفيما يعارضه على السواء حتى يخلص إلى الحق ) وذكر (بيكون) شيئا من أوهام العقل وأخطائه التي يسميها ( أوهام الكهف ) ويقصد بها الشخصية التي يختص بها الفرد عن سواه فيقول : ( إن لكل إنسان مغارة أوكهفا خاصا به يعمل على كسر أضواء الطبيعة والتغيير من ألوانها ، فلكل إنسان نزعته الخاصة وأخطاؤه الخاصة ، فالعوامل التي تكون الشخصية مختلفة باختلاف الأشخاص ) ويقول : ( إن قليلا من الناس هم الذين يقفون موقف الاعتدال والتوسط ، فيبقوا على القديم الصالح ، ولا يرفضوا الجديد النافع إذ الحقيقة لا تعرف تحزبا ولا تعصبا ) ثم يتحدث عن عامل آخر من عوامل تعطيل العقل أو توجيهه وهو ( أوهام السوق ) يقول فيه : ..( في اجتماع الناس بعضهم ببعض ، يتبادل الناس الحديث باللغة التي صيغت كلماتها وفقا لعقلية السوقه ، فينشأ من سوء تكوينها ومن عجزها تعطيل شديد للعقل ) ثم يتكلم عن ( أوهام المسرح ) وشرحه لذلك : أن هناك روايات وحوادث تنتقل من جيل إلى جيل وأن هذه الروايات من شأنها أن تقيد العقل وتحد من خياله ، وقد تكون هذه الروايات مضللة للعقل ولا تتصل إلى الحقيقة بشيء .. ومن أقواله : (نحن ندرس علم النفس لعلنا بدراسته نستطيع أن نشق لأنفسنا طريقا سويا في المجتمع الذي نعيش فيه ، لأن تفاهم الأفراد يكون على أتمه حين يفهم الناس بعضهم بعضا فهما صحيحا ) كما أن بيكون قدم تصويرا خاصا للمدينة الفاضلة التي يتمناها ، وذلك بطريقة قصصية جميلة ولعلنا إن اسعفنا الوقت إن شاء الله نقدم تصوره لهذه المدينة الفاضلة وهي على غرار المدينة الفاضلة التي قدمها افلاطون في فلسفته القديمة …ولكن بطريقته المحدثة …[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|