هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
دخولأحدث الصورالتسجيلالرئيسية

 

 المنهج التجريبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
NoOona
نائب
نائب
NoOona


عدد الرسائل : 1744
العمر : 35
الجنسية : المنهج  التجريبي Egypt10
وسام : المنهج  التجريبي 1110
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

المنهج  التجريبي Empty
مُساهمةموضوع: المنهج التجريبي   المنهج  التجريبي Icon_minitime22/11/2009, 4:17 pm

المنهج التجريبي
1- مقدمة
يعتبر المنهج التجريبي من أقدم المناهج التي عرفها الإنسان، فهو ملازم له منذ أن وجد على هذه الأرض وامتلك القدرة على التفكير. فعن طريق الملاحظة والتجريب والاختبار أخذ الإنسان يكتشف ما حوله من أشياء وظواهر طبيعية، ويمتلكها معرفيا، بغرض السيطرة على ظروف وجوده الخارجية، والاستفادة منها حسب مشيئته وأغراضه.
لم يظهر المنهج التجريبي كاملا ودفعة واحدة، بل أخذ يتطور ويكتمل مع مرور الزمن وتطور الحضارة البشرية. في البداية كان الإنسان القديم يراكم ملاحظاته عن الطبيعة بصورة غير واعية، وبلا هدف تقريباً، أما في الوقت الراهن فهو يستخدمه بصورة واعية، وفي ضوء أهداف مقررة مسبقا واستنادا إلى قواعد علمية معينة[1]
منذ بداية وجود الإنسان وهو يدخل مع الطبيعة في تفاعل مستمر ومتعدد الأشكال والطرق، وذلك بهدف اكتشافها وامتلاكها معرفيا، ومن ثم استخدامها في صالحه. لقد كان يقوم بملاحظة الأشياء والظواهر من حوله، بل وكان يجري اختبارات عليها. فعلى سبيل المثال قبل أن يكتشف النار ربما أجرى اختبارات على أنواع عديدة من الأحجار قبل أن يهتدي إلى حجر الصوان الذي يمتلك خاصية توليد شرارة نارية بمجرد احتكاكه بغيره،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ1-لمنهج التجريبي،الموسوعة الحرة،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تاريخ الدخول 21/2/2008، ص1
2- لمزيد من الاستزادة حول المنهج التجريبي انظر المنهجية العلمية، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تاريخ الدخول 21/2/2008، وكذلك المنهج التجريبي في علوم المادة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 2 algeria تاريخ الدخول 21/2/208.
وقد يكون أجرى الكثير من المحاولات لإشعال النار عن طريق الحركة الدورانية لعود معين في وسط هشيم..الخ. ومما لا شك فيه أن الصدفة قد لعبت دورا كبير في حصول الكثير من الاكتشافات العلمية والمعرفية.
في العصر اليوناني حظي المنهج التجريبي باهتمام كبير من قبل الفلاسفة والعلماء في ذلك العصر خصوصا في مجال تفسير الكون والطبيعة. لقد كان الفيلسوف ديموقريطس(Democritus) المعاصر لسقراط أو من قال بان الطبيعة تتكون من ذرات. وقد اشتهر عنه قوله بان "المعرفة ينبغي أن تكون يقينية أو مجربة على نحو مطلق"[1]. وللحصول على هذه المعرفة أدرك كارنيدس(Carneddes) في القرن التاسع قبل الميلاد، أن المنهج الاستنباطي قاصر عن تحقيق ذلك، لأنه لا يستطيع إثبات مقدمات استنتاجاته. لقد طالب كارنديس بالشك بكل المعلومات العقلية المجردة، وهو بذلك قد أسس للمنهج التجريبي، بل وقام بتجربة شهيرة وهي أنه من اجل معرفة كيفية ومراحل نمو الجنين في البيضة قام، وعلى مراحل، بكسر عدد من البيضات.[2]
وكان للعرب المسلمين دورهم الهام في تطوير المذهب التجريبن حيث برز في هذا المجال جابر بن حيان في القرن الثاني للهجرة، والحسن بن الهيثم الذي اشتهر في مجال علم البصريات[3]
خلال القرون الوسطى ساد ظلام دامس طال جميع مناحي المعرفة وتراجع الاهتمام بالمنهج التجريبي ليحل محله المنهج التدريسي الذي فرضه رجال الدين وصبغوه بالصبغة الدينية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مرجع سبق ذكره، ص1
2- المرجع السابق ص2
3- المرجع السابق ص2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
NoOona
نائب
نائب
NoOona


عدد الرسائل : 1744
العمر : 35
الجنسية : المنهج  التجريبي Egypt10
وسام : المنهج  التجريبي 1110
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

المنهج  التجريبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنهج التجريبي   المنهج  التجريبي Icon_minitime22/11/2009, 4:20 pm

لكن مع بداية صعود أوربا تجدد الاهتمام بالمنهج التجريبي على يد روجر بيكون(Roger Bacon 1213-1294) الذي ينسب له الفضل في بلورة خطوات هذا المنهج ووضع قواعده المنطقية. لقد استفاد بيكون كثيرا من الروح التجريبية عن المسلمين.
في حوالي عام 1600 أي مع بزوغ فجر العلم الحديث أصبح للمنهج التجريبي فلسفته الخاصة وقد شيدت على دعائم قوية. وفي هذا المجال يعتبر الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون(1561-1626) أول من حاول بلورة منهج علمي تجريبي اعتمادا على الفهم المادي للطبيعة وظواهرها، ولذلك يعتبر بحق مؤسس النظرة المادية الجديدة والعلم التجريبي وواضع أسس الاستقراء العلمي.لقد طالب فرنسيس بيكون بتطهير العقل من الأوهام والمفاهيم المسبقة، وكان من دعاة النزعة الشكية[1]
وهكذا أخذت تترسخ دعائم المنهج التجريبي شيئا فشيئا، من خلال مساهمات الكثير من الفلاسفة والعلماء، ولم تقتصر مساهماتهم على المنهج التجريبي النظري بل تعدته إلى المنهج التجريبي العملي.
ينبغي لفت الانتباه إلى أن بين المنهج التجريبي النظري والمنهج التجريبي العملي يوجد فرقان جوهريان:
الفرق الأول وهو أن الباحث وفق المنهج التجريبي العملي يقوم بصنع الظاهرة، بحيث يجعلها خاضعة لشروطه، وبالتالي يستطيع تحييد ما يشوش الظاهرة من مؤثرات خارجية، بحيث يكتشفها على حقيقتها، وتحديد العوامل الحاسمة المؤثرة عليها وفيها.
أما في حالة استخدام المنهج التجريبي النظري فإن الباحث يدرس الظاهرة في حالتها الطبيعية، خارج سيطرته وتوجيهه، وبالتالي هنا يصعب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-مرجع سبق ذكره، ص3.
على الباحث فرز العوامل الحاسمة من غير الحاسمة بالنظر إلى تعدد المؤثرات الخارجية واختلاف وضعياتها.
الفرق الثاني يكمن في أن التجربة العملية تتطلب مجهودا اكبر من الباحث على عكس التجربة النظرية، هنا سوف يحتاج إلى بناء التجربة بالكامل، أما في حال التجربة النظرية فإن الطبيعة ذاتها تكون ميدانا للتجربة
2- مراحل وخطوات المنهج التجريبي.
يتكون المنهج التجريبي من مجموعة من المراحل المتسلسلة بانتظام معين، وفي كل مرحلة يتم القيام بمجموعة من الخطوات البحثية المختلفة، لتحقيق أغراض معينة.
2-1- مرحلة الملاحظة
خلال هذه المرحلة يتم جمع معطيات عن الظاهرة المدروسة من خلال تنفيذ ملاحظات كثيرة ومتكررة، يراعى فيها وحدة الأسلوب والشكل والطريقة بحيث تكون المعلومات الأولية التي يتم جمعها ممثلة للظاهرة تمثيلا حقيقيا.
تعرف الملاحظة بأنها " المشاهدة الدقيقة للظاهرة باستخدام أساليب البحث والدراسة التي تتلاءم مع طبيعة الظاهرة" [1]
خلال هذه المرحلة يمكن إجراء بعض التجارب على الظاهرة المدروسة، وذلك بإعادة تكوينها مع تعديل بعض شروطها، ومن إجراء الملاحظة عليها.
ويمكن أن تكون التجربة مرتجلة، أو علمية( حقيقية)، وحتى تجربة غير مباشرة. ي حال التجربة المرتجلة يكون الهدف عادة هو ملاحظة التغيرات التي تطرأ على الظاهرة من جراء تغيير بعض ظروفها ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الموسوعة الحرة، مرجع سبق ذكره، ص4، وكذلك المنهج التجريبي في علوم المادة مرجع سبق ذكره
وشروطها. هذا النوع من التجارب مفيد جدا في بداية العمل التجريبي البحثي، خصوصا في المجالات التي لم تختبر مثل هذه التجارب، أي ميادين بكر.
في حال التجربة الحقيقية يكون الهدف عادة اختبار صدقية الفروض البحثية، واختبار صحة النتائج. التجارب الحقيقية أو العلمية تستدم عادة في نهاية العملية البحثية الاستقرائية.
أما في حالة التجربة غير المباشرة فإن الطبيعة تقدم التجربة بعيدا عن تدخل الباحث، وفي حالة هذا النوع من التجارب يمكن الحصول على معلومات ذات مصداقية تفوق أحينا مثيلتها في حالة التجارب الولية أو العلمية.
ينبغي لفت الانتباه إلى ضرورة أن يلتزم الباحث بالحيادية والموضوعية، وان تكون الملاحظة نزيهة، كاملة وشاملة لكل جوانب الظاهرة المدروسة، وان تكون معطياتها دقيقة ، وهذا يتطلب تحديد الظاهرة بدقة في الزمان والمكان ومختلف الشروط والظرف الأخرى المحيطة بها، وان يتم تحديد وسائل وطرق الملاحظة بحيث تكون ذات مصداقية.
2-2- مرحلة الفروض.
الفرض هو التوقع، وهو صياغة أولية للمشكلة البحثية، بواسطتها نحاول وضع تصور لطبيعة المشكلة المدروسة. بكلام أخر الفرض هو صورة نظرية للمشكلة لم يتم إثبات صحتها بعد، بل هي في سياق التحقق. يدعى الفرض أيضا تفسيرا مؤقتا لما يحكم الظاهرة المدروسة من قوانين وأسباب وغيرها. بهذا المعنى يعتبر الفرض مرحلة مهمة جداً من مراحل البحث العلمي، وهي يأتي بعد الملاحظة. فمن خلال المعطيات التي يتم الحصول عليها من خلال الملاحظة، يتم وضع الفروض كنوع من التفسيرات المؤقتة والمحتملة للمشكلة البحثية.
تلعب الفروض دورا مهما في توجيه الباحث نحو الهدف الذي يسعى إليه. يقول كلود برنار" إن الحدث عبارة عن شعور غامض يعقب ملاحظة الظواهر، يؤدي إلى إنشاء فكرة عامة يحاول الباحث بها تأويل الظواهر قبل أن يستخدم التجارب، وهذه الفكرة العامة (الفرض) هي لب النهج التجريبي لأنها تثير التجارب والملاحظات وتحدد شروط القيام بها"[1]
تتميز الفروض العلمية بجملة من السمات هي التالية:
- ينبغي أن تكون الفروض مستوحاة من الوقائع نفسها أي من نتائج الملاحظة والتجارب الحسية.
- أن يكون الفرض منسجما مع الحقائق العلمية الثابتة
- ينبغي أن يكون الفرض العلمي يقبل التحقيق العلمي التجريبي.
- ينبغي أن يكون الفرض كافيا لتفسير الظاهرة من جميع جوانبها.
- ينبغي أن يكون الفرض موجزا وواضحا في صياغته.[2]
ولكي يتم تامين هذه الشروط المطلوبة للفرض، ينبغي عدم التسرع في وضعها، ولذلك ينبغي تقليب المعطيات ودراستها بالتفصيل قبل صياغة الفرض. وفي هذه الحالة ينبغي اختبار الفروض التي تكون أقرب إلى التحقيق التجريبي، والأقل كلفة. وفي مجمل الأحوال ينبغي التخلي سريعا عن الفروض التي لا يمكن إثبات صحتها.
2-3 مرحلة إثبات أو نفي الفرض.
بعد الانتهاء من وضع الفروض البحثية، ينبغي الانتقال إلى مرحلة إثبات صحتها أو نفيه ويكون ذلك بطرق عديدة[3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الموسوعة الحرة، مرجع سبق ذكره، ص6
2- الموسوعة الحرة، مرجع سبق ذكره، ص6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
NoOona
نائب
نائب
NoOona


عدد الرسائل : 1744
العمر : 35
الجنسية : المنهج  التجريبي Egypt10
وسام : المنهج  التجريبي 1110
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

المنهج  التجريبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنهج التجريبي   المنهج  التجريبي Icon_minitime22/11/2009, 4:20 pm

- أهم المناهج التي وضعت للتثبت من صحة الفروض هو ما وضعه جون ستيوارت مل، متأثرا بالفيلسوف بيكون.الطريقة الأولى وتدعى طريقة الاتفاق. بموجب هذه الطريقة يعتبر العامل الثابت المتكرر في الوضعيات العديدة للظاهرة هو المسؤول عن وجود الظاهرة. مثلا لدينا الحالات التالية:
- أ – ب ج
- أ- د- ع
- أ – ث –و عندئذ يكون العامل أ هو سبب وجود الظاهرة.
يسجل على هذه الطريقة سلبيات عديدة منها أن تكرار وجود العامل أ قد يكون مجرد صدفة في الحالات المدروسة، وقد يكون ظهوره ناجم عن عامل أخر غير منظور يكون السبب في وجود الظاهرة، وقد يكون ظهوره ناجم عن تأثير مركب من عوامل أخرى لا تبديها الملاحظة أو التجربة الحسية.لذلك كله تعتبر هذه الطريقة ضعيفة الموثوقية والمصداقية ولا يمكن الركون إليها لوحداها.
الطريقة الثانية هي طريقة الاختلاف.
تكاد تكون طريقة الاختلاف عكس طريقة الاتفاق، فعندما تختلف نتائج ظاهرة معين باختلاف عامل معين يكون هذا العامل هو المسؤول عن تغير النتيجة. فعلا سبيل المثال لدينا القراءات التالية:
أ‌- ب- ج – د
ب‌-ب – ج – د
ع – ب – ج – د
في المشاهدات السابقة يكون العامل أ هو المتغير وبالتالي هو المسؤول عن وجود الظاهرة.
تعتبر هذه الطريقة أكثر دقة من الطريقة السابقة، ولذلك فهي شائعة الاستخدام في البحوث والدراسات العلمية.
من سلبيات هذه الطريقة انه يصعب في العادة تحديد جميع المتغيرات المؤثرة على الظاهرة المدروسة التي تكون في العادة كثيرة جداً، وبالتالي فإن افتراض الاتفاق في جميع العوامل والاختلاف في عامل واحد هو افتراض غير دقيق.
الطريقة الثالثة وتدعى طرقة التلازم في المتغير.
عندما يكون لدينا عدد من الظواهر معروفة المقدمات والنتائج، وعندما تتغير بعض مكونات المقدمات تتغير النتائج بدرجات متقاربة عندئذ يكون بين هذه المقدمات والنتائج علاقة سببية. لتوضيح ذلك لدينا الحالات التالية:
أ – ب - ت1 - ث1
أ- ب – ت2 – ث2
أ- ب – ت3 – ث3
من الحالات السابقة يمكن الاستنتاج أن بين (ت) و (ث) نوع من العلاقات السببية، ويمكن قياس الارتباط القائم بينهما من خلال حساب معامل الارتباط.
من مميزات هذه الطريقة أنها طريقة كمية ويمكن استخدامها في مجالات كثيرة، وهي تسمح للباحث حساب شدة الارتباط بين السبب والنتيجة. مع ذلك يسجل على هذه الطريقة عدد من السلبيات منها أن العلاقات الارتباطية بين المتغيرات والنتائج قد لا تكون علاقات سببية.أضف إلى ذلك لا يمكن استخدام هذه الطريقة إلا بعد اعتبار جميع العوامل الأخرى ثابتة، ما عدى العامل المتغير الذي تتم دراسته.
2-4 مرحلة التجربة
تصميم وتنفيذ التجارب العلمية واسع الاستخدام في مجال العلوم المادية، غير انه يصعب تنفيذ ذلك في مجال العلوم الاجتماعية ، مع ذلك هنا أيضا يمكن تنفيذ بعض التجارب على بعض الموضوعات العلمية.
كنا في السابق قد ميزنا بين التجربة الطبيعة التي لا يتدخل الباحث في تصميمها وتحديد شروطها، وبين التجربة الاصطناعية التي يقوم الباحث بتصميمها مسبقا والتحكم بشروطها وتوجهاتها.
في الحالة الأولى يدرس الباحث مجموعة تجريبية واحدة، ويجري القياسات عليها، ومن ثم يقوم بتغير عامل معين فيها ويلاحظ طبيعة المتغيرات التي يحدثها فيها وهكذا دواليك.
في الحالة الثانية يكون لدى الباحث أكثر من مجموعة تجريبية يعين واحدة منها كمرجع يفترض فيها التكافؤ بين مختلف العوامل المؤثرة عليها وتدعى بالمجموعة الضابطة، ومن ثم يقوم بإدخال العامل المتغير عليها وتقاس النتائج وتقارن المجموعات مع بعضها ويتم تحديد الفرق الذي يكون في هذه الحالة ناتج المتغير التجريبي.
من الواضح أن التجربة السابقة تفرض مسبقا معرفتنا بكل المتغيرات المؤثرة على الظاهرة، وهذا افتراض غير واقعي، لذلك يتم اللجوء إلى التوزيع العشوائي لعينات التجربة بشكل يتيح فرصا متكافئة لجميع العوامل لكي تظهر تأثيرها.
ولكي تكون التجربة جيدة ينبغي:
أولا إن تكون العينة ممثلة تمثيلا دقيقا لمجتمعها
وثانيا ينبغي تكرار التجربة للتأكد من مصداقية النتائج
وثالثا لا بد من التحقق من جميع المتغيرات ومدى تأثيرها على النتائج
ورابعا ينبغي اعتماد وسائل وطرق لجمع البيانات وتحليلها تكون مناسبة للتجربة.
وأخيرا ينبغي على الباحث أن يتصف بعدم التحيز
في ضوء ما تقدم يمكن القول أن المنهج التجريبي هو أفضل المناهج العلمية صرامة وموثوقية، وهو يسمح بالكشف عن العلاقات السببية بصورة تكاد تكون حاسمة.
3 - مجال استخدام المنهج التجريبي
ثمة علوم لا تقبل التجريب ولذلك فهي تستخدم في إثبات حقائقها مفاهيم عقلية مجردة، كما هو الحال في الفلسفة وفي الرياضيات،وفي بعض العلوم الإنسانية واللغوية( علوم اللغة، وعلم الجمال وغيرها)، وهناك مجالات علمية تسمح باستخدام التجريب، كما في علوم المادة الجامد (الفيزياء مثلا) ، وعلوم المادة الحية(مثلا علوم الأحياء)، وبعض مجالات العلوم الاجتماعية المرتبة بالإنسان. في جميع المجالات التي تقبل التجريب يستخدم المنهج الاستقرائي التجريب على نطاق واسع.[1]
4- مزايا وسلبيات المنهج التجريبي
أ- المزايا
- يسمح بكشف الأسباب الكامنة وراء الأشياء والظواهر من خلال التجريب
- يسم بالتحكم والسيطرة على العوامل المدروسة.
- يسمح بتكرار التجربة حتى يتم التأكد من صحة النتائج التي تم التوصل إليها.
ب- السلبيات
- صعوبة تطبيقه على المجالات الإنسانية، نظرا لصعوبة إخضاعها للتجريب.
- صعوبة تعميم النتائج نظرا لارتباطها بالعينة المبحوثة، وتأثر هذه الأخيرة بالظروف الزمانية والمكانية وغيرها المحيطة بها.
- تتأثر دقة النتائج بالأدوات والتجهيزات البحثية المختلفة المستخدمة، فكلما كانت هذه الأدوات حديثة ومتقدمة كانت النتائج أكثر دقة.
- يعتمد المنهج التجريبي على إمكانية عزل العوامل المبحوثة، وهذا ما قد يصعب تحقيقه في الكثير من الظواهر والأشياء المادية وغير المادية.
-كثرة التعقيدات الإدارية والتنظيمية التي تواجهه، ولذلك فهو كثير التكاليف من الناحية المادية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المنهج التجريبي في علوم المادة،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] algeria.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المنهج التجريبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الفلسفة :: مقالات-
انتقل الى: