- أهم المناهج التي وضعت للتثبت من صحة الفروض هو ما وضعه جون ستيوارت مل، متأثرا بالفيلسوف بيكون.
الطريقة الأولى وتدعى طريقة الاتفاق. بموجب هذه الطريقة يعتبر العامل الثابت المتكرر في الوضعيات العديدة للظاهرة هو المسؤول عن وجود الظاهرة. مثلا لدينا الحالات التالية:
- أ – ب ج
- أ- د- ع
- أ – ث –و عندئذ يكون العامل أ هو سبب وجود الظاهرة.
يسجل على هذه الطريقة سلبيات عديدة منها أن تكرار وجود العامل أ قد يكون مجرد صدفة في الحالات المدروسة، وقد يكون ظهوره ناجم عن عامل أخر غير منظور يكون السبب في وجود الظاهرة، وقد يكون ظهوره ناجم عن تأثير مركب من عوامل أخرى لا تبديها الملاحظة أو التجربة الحسية.لذلك كله تعتبر هذه الطريقة ضعيفة الموثوقية والمصداقية ولا يمكن الركون إليها لوحداها.
الطريقة الثانية هي طريقة الاختلاف.تكاد تكون طريقة الاختلاف عكس طريقة الاتفاق، فعندما تختلف نتائج ظاهرة معين باختلاف عامل معين يكون هذا العامل هو المسؤول عن تغير النتيجة. فعلا سبيل المثال لدينا القراءات التالية:
أ- ب- ج – د
ب-ب – ج – د
ع – ب – ج – د
في المشاهدات السابقة يكون العامل أ هو المتغير وبالتالي هو المسؤول عن وجود الظاهرة.
تعتبر هذه الطريقة أكثر دقة من الطريقة السابقة، ولذلك فهي شائعة الاستخدام في البحوث والدراسات العلمية.
من سلبيات هذه الطريقة انه يصعب في العادة تحديد جميع المتغيرات المؤثرة على الظاهرة المدروسة التي تكون في العادة كثيرة جداً، وبالتالي فإن افتراض الاتفاق في جميع العوامل والاختلاف في عامل واحد هو افتراض غير دقيق.
الطريقة الثالثة وتدعى طرقة التلازم في المتغير.عندما يكون لدينا عدد من الظواهر معروفة المقدمات والنتائج، وعندما تتغير بعض مكونات المقدمات تتغير النتائج بدرجات متقاربة عندئذ يكون بين هذه المقدمات والنتائج علاقة سببية. لتوضيح ذلك لدينا الحالات التالية:
أ – ب - ت1 - ث1
أ- ب – ت2 – ث2
أ- ب – ت3 – ث3
من الحالات السابقة يمكن الاستنتاج أن بين (ت) و (ث) نوع من العلاقات السببية، ويمكن قياس الارتباط القائم بينهما من خلال حساب معامل الارتباط.
من مميزات هذه الطريقة أنها طريقة كمية ويمكن استخدامها في مجالات كثيرة، وهي تسمح للباحث حساب شدة الارتباط بين السبب والنتيجة. مع ذلك يسجل على هذه الطريقة عدد من السلبيات منها أن العلاقات الارتباطية بين المتغيرات والنتائج قد لا تكون علاقات سببية.أضف إلى ذلك لا يمكن استخدام هذه الطريقة إلا بعد اعتبار جميع العوامل الأخرى ثابتة، ما عدى العامل المتغير الذي تتم دراسته.
2-4 مرحلة التجربةتصميم وتنفيذ التجارب العلمية واسع الاستخدام في مجال العلوم المادية، غير انه يصعب تنفيذ ذلك في مجال العلوم الاجتماعية ، مع ذلك هنا أيضا يمكن تنفيذ بعض التجارب على بعض الموضوعات العلمية.
كنا في السابق قد ميزنا بين التجربة الطبيعة التي لا يتدخل الباحث في تصميمها وتحديد شروطها، وبين التجربة الاصطناعية التي يقوم الباحث بتصميمها مسبقا والتحكم بشروطها وتوجهاتها.
في الحالة الأولى يدرس الباحث مجموعة تجريبية واحدة، ويجري القياسات عليها، ومن ثم يقوم بتغير عامل معين فيها ويلاحظ طبيعة المتغيرات التي يحدثها فيها وهكذا دواليك.
في الحالة الثانية يكون لدى الباحث أكثر من مجموعة تجريبية يعين واحدة منها كمرجع يفترض فيها التكافؤ بين مختلف العوامل المؤثرة عليها وتدعى بالمجموعة الضابطة، ومن ثم يقوم بإدخال العامل المتغير عليها وتقاس النتائج وتقارن المجموعات مع بعضها ويتم تحديد الفرق الذي يكون في هذه الحالة ناتج المتغير التجريبي.
من الواضح أن التجربة السابقة تفرض مسبقا معرفتنا بكل المتغيرات المؤثرة على الظاهرة، وهذا افتراض غير واقعي، لذلك يتم اللجوء إلى التوزيع العشوائي لعينات التجربة بشكل يتيح فرصا متكافئة لجميع العوامل لكي تظهر تأثيرها.
ولكي تكون التجربة جيدة ينبغي:
أولا إن تكون العينة ممثلة تمثيلا دقيقا لمجتمعها
وثانيا ينبغي تكرار التجربة للتأكد من مصداقية النتائج
وثالثا لا بد من التحقق من جميع المتغيرات ومدى تأثيرها على النتائج
ورابعا ينبغي اعتماد وسائل وطرق لجمع البيانات وتحليلها تكون مناسبة للتجربة.
وأخيرا ينبغي على الباحث أن يتصف بعدم التحيز
في ضوء ما تقدم يمكن القول أن المنهج التجريبي هو أفضل المناهج العلمية صرامة وموثوقية، وهو يسمح بالكشف عن العلاقات السببية بصورة تكاد تكون حاسمة.
3 - مجال استخدام المنهج التجريبي ثمة علوم لا تقبل التجريب ولذلك فهي تستخدم في إثبات حقائقها مفاهيم عقلية مجردة، كما هو الحال في الفلسفة وفي الرياضيات،وفي بعض العلوم الإنسانية واللغوية( علوم اللغة، وعلم الجمال وغيرها)، وهناك مجالات علمية تسمح باستخدام التجريب، كما في علوم المادة الجامد (الفيزياء مثلا) ، وعلوم المادة الحية(مثلا علوم الأحياء)، وبعض مجالات العلوم الاجتماعية المرتبة بالإنسان. في جميع المجالات التي تقبل التجريب يستخدم المنهج الاستقرائي التجريب على نطاق واسع.[1]
4- مزايا وسلبيات المنهج التجريبيأ- المزايا- يسمح بكشف الأسباب الكامنة وراء الأشياء والظواهر من خلال التجريب
- يسم بالتحكم والسيطرة على العوامل المدروسة.
- يسمح بتكرار التجربة حتى يتم التأكد من صحة النتائج التي تم التوصل إليها.
ب- السلبيات- صعوبة تطبيقه على المجالات الإنسانية، نظرا لصعوبة إخضاعها للتجريب.
- صعوبة تعميم النتائج نظرا لارتباطها بالعينة المبحوثة، وتأثر هذه الأخيرة بالظروف الزمانية والمكانية وغيرها المحيطة بها.
- تتأثر دقة النتائج بالأدوات والتجهيزات البحثية المختلفة المستخدمة، فكلما كانت هذه الأدوات حديثة ومتقدمة كانت النتائج أكثر دقة.
- يعتمد المنهج التجريبي على إمكانية عزل العوامل المبحوثة، وهذا ما قد يصعب تحقيقه في الكثير من الظواهر والأشياء المادية وغير المادية.
-كثرة التعقيدات الإدارية والتنظيمية التي تواجهه، ولذلك فهو كثير التكاليف من الناحية المادية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المنهج التجريبي في علوم المادة،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] algeria.com