1984 الرواية التي فضحت الأنظمة الشمولية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا شك أن رواية 1984 للأديب الإنجليزي تشكل علامة بارزة في تاريخ الأدب الحديث بما تحمله من رموز و دلائل تنعكس على على الواقع السياسي السائد في العصر الحديث , فتلك الرواية من وجهة نظري الشخصية تعد إطلالة مستقبلية لكاتبها رسم بهاصورة خيالية بعض الشيئ لما كان يتوقعه بعد أربعين سنة من تاريخ كتابة تلك الرواية التي كتبت في العام 1948 , يلوح جليا في تفاصيل تلك الرواية النظرة السوداوية لما ستؤول إليه الحرية الفكرية و الإعلامية و على الرغم من إختلاف بعض توقعات الكاتب عن الواقع فإن البعض الآخر يضاهي الواقع بصورة مفزعة و لكيلا أطيل عليكم سنبدأ بسرد بعضا ً من تفاصيل تلك الرواية الشيقة ....
تدور أحداث الرواية في العام 1984 و الذي يعد مستقبلا بالنسبة لكاتب الرواية , و يبدو فيها العالم منقسما ً إلى ثلاث معسكرات أوشيانيا و إيستاسيا و يوراسيا و يبدو فيها الكاب متأثرا بفكرة الحرب الباردة و انقسام العالم إلى معسكر شرقي و آخر غربي و مسرح الأحداث هنا هو أوشيانيا و هو يتناول حياة مواطن متوسط في أوشيانيا يعاني من القمع الفكري و العاطفي والذي يعاني منه الجميع و لكن في صمت , و يبدأ في تمرده الداخلي الذي لا يغادر جنبات نفسه حتى يقابل جوليا و تعيد العلاقة بينهما الإحساس إليهما بالأمل في غد افضل , و على الجانب الآخر يشرح لنا الكاتب في سياق الأحداث نظرته المستقبلية و التي نتناول بالتلخيص جزءا منها ,
حيث يتحدث الكاتب عن الأسلوب الإعلامي في إيستاسيا و هو تغيير الحقائق المكتوبة على الورق أيا كانت إن كانت تتناقض مع الواقع و إستبدالها بما يتفق و رأي السلطة الحاكمة و إعدام القديم فتتبقى المعرفة في عقول البشر و هو ما يمكن تغييره بالإلحاح الإعلامي المتواصل و وسائل التعذيب لمن يأبى التصديق و يتلخص ذلك في الشعار التالي ( من يملك الماضي يملك الحاضر و من يملك الحاضر يسيطر على المستقبل ) , إن التشابه بين هذه السياسة و بين ما تمارسه النظم الشمولية التي نعيش فيها من تلفيق متواصل للأكاذيب التاريخية و إقناع المواطنين البؤساء بالتحسن الذي لم و لن يروه أبدا منذ تولي كذا أو كذا الحكم ,
كذلك أيضا تعيش أوشيانيا في حالة حرب دائمة مع إحدى جاراتها إيستاسيا أو يوراسيا و هو ما يماثل ما تفعله الأنظمة السياسية الفاشلة هذه الأيام من إلقاء كل التبعات على عاتق هذا العدو العسكري فيلقى عليه باللائمة في الفساد الداخلي و الفشل الإقتصادي كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال في قضية الإرهاب .
يتحدث الكاتب أيضا في إحدى فصول الرواية على لسان أحد رجال الحزب الحاكم عن أهمية إبقاء الشعب في حالة من الإحتياج الإقتصادي المتواصل لكيلا يلتفت إلى الأحداث السياسية الدائرة من حوله فتمثل الشوكولا في الرواية ما يشابه رغيف الخبز لدينا و ما نراه حولنا يعكس هذا الواقع حين نرى أناسا جل ما يريدون هو غطعام أهلهم و ذويهم .
و يواصل الكاتب كشف الألاعيب السياسية حين يتحدث عن ما يسمى بشرطة الأفكار و التي تطارد جرائم التفكير الحر و هي صورة مبالغة بعض الشيئ و إن كانت تحمل في جوفها بعض الحقيقة فنحن نرى الإعتقالات لمجرد الإشتباه و غير ذلك .
و تأتي قمة العبقرية في الرواية في فصولها الأخيرة حين تبين كيف تتخلص السلطة من معارضيها فهي لا تكتفي بإعدامهم فهي تحطمهم و تشوه صورتهم و أفكارهم ومن ثم تقضي عليهم حتى لا يغدو أحدهم بطلا في نظر العامة .
مما يعيب هذه الرواية تضخيم الكاتب لمفهوم الجنس إذ رمز به للعلاقة الإنسانية و لكن لكل كاتب و جهة نظره الشخصية و لا ننسى أيضا أننا نتحدث عن أديب غربي ينتمي لثقافة أكثر تحررا ً
و في النهاية فإن 1984 عمل أدبي إنساني متكامل إن لم تكن قرأته فإسع إلى ذلك فإنه يستحق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .. لتحميل الرواية باللغة الانجليزية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .. لتحميل الرواية مترجمة للعربية

***

اليوم جئتنا بهذه اللمحة الروائية التي يفطنها الكثيرين

وربما أكثر العارفين بهذه الرواية

هم القارئين للنص الانجليزي ...

أو الذين شاهدوا بطولة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذي أطلقوه في ذات العام للرواية .. بعد سنين طويلة من منع الرواية في العديد من الدول الأوروبية كما ذكرت ...